مقابلات

مافيا الإحتكار تفرض سلطتها على الشعب اللبناني

كتب رياض الحسيني

في خضم أحداث لبنان المتراكمة، هناك أزمات إقتصادية متصاعدة، ورغم مكافحة العوز لمواصلة العيش الكريم، لا يزال الشعب اللبناني يناضل من أجل تأمين أبسط مستلزمات الحياة، ويتحمل بصبر بانتظار ولادة اي حل من شأنه أن يسحبه من مستنقع البؤس.

إحتكار، تهريب، سياسة ترشيد عشوائية، طوابير ذل… واحزاب متسلطة تنهش ما تبقى من فريسة دولة مسعورة. وإلى جانب هؤلاء هناك حيتان مال تتحكم بالقطاع الصحي وتلتهم منه ما تيسر لها. فما هو مفقود موجود في السوق السوداء وعند خط التهريب على الحدود .فالإنسانية غابت ولسان حال المواطنين “شو بدكن بعد منّا”.

تسود الفوضى في قطاع الدواء في لبنان ويتحكم به ”أخطبوط“ من المستوردين والتجار والمصنّعين، يمدّون المرضى بحاجاتهم من الأدوية متى وكيفما تشاء مصالحهم ويحرمونهم وقت يشاؤون، لا رادع لهم في ظل غياب الدولة ولا مانع من تحقيق أرباح على حساب صحة وحياة المرضى… يحتكرون عشرات الأصناف من الأدوية وحليب الأطفال، يخزّنونها في فترة الدعم ليبيعونها بعد رفع الدعم او يسعرونها بالدولار الأميركي ليحقّقون مكاسب مالية .


ممارسات بعض المستوردين هذه لا تقل وقاحة عن القيمين على القطاع الصحي الذين يتجاهلون الظلم الذي يُمارس بحق المرضى، فبعض المستوردين يمارسون شتى أنواع المخالفات والتي شكى منها الكثير من الصيادلة وقدّموا أدلة عليها.
هذه الحال تسود منذ أشهر فليست بالأمر الجديد، لم يتحرّك المعنيون بالقطاع الصحي طيلة الأشهر السابقة، باستثناء تقدّم عدد ضئيل من المحامين بإخبار للنيابة العامة المالية ضد عدد من شركات الأدوية التي تحتكر الدواء وتخزنه في مستودعاتها، وتبيع مخزونها في السوق السوداء من أجل جني الأرباح الطائلة على حساب صحة وحياة المرضى. الا ان اليوم رفع وزير الصحة حمد حسن حدة المواجهة مع محتكري الأدوية وبدء يشن حملة مداهمات كاشفًا خلالها على مستودعات تخزين الأدوية.

بين شخص قضى نتيجة نقص دواء، وآخر قضى نتيجة دواء بديل، تقف ام تتلوى قهرًا على بلد غابت عنه الإنسانية… أما انتما يا ميراي وجوري لستما سوى ضحية احتكار تجار قاتلون وإهمال دولة فاسدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى