مجتمع

ارادة و تصميم… بهاء الحريري “سوا للبنان”

كتب: رياض الحسيني

منذ استشهاد والده “الرئيس رفيق الحريري” عمل بهاء رفيق الحريري على فرص الاستثمار وتطوير أعماله خارج لبنان.

اليوم و بعد انفجار شبيه للرابع عشر من شباط، الذي أودى بحياة الرفيق و رفاقه و بعد معاناة و مآسي و استشهاد و جرح مئات اللبنانيين في انفجار الرابع من آب الذي صنف دميريا” الثالث عالميا”، يستعد لدخول الحرب السياسية داخل لبنان، ويتحضر بكل قواه  لدخول المعترك الإنتخابي و الاجتماعي.

وبعدما كان نشاطه مقتصرًا على الأعمال الاجتماعية والخيرية في بعض المناطق لا سيما في صيدا و البقاع و الشمال، جاءت حركة “سوا للبنان” كسفينة نجاة مصحوبة باستثمارات مالية وعلاقات دولية لتدخل بقوة الى الميدان اللبناني. فالحريري الذي دخل المشهد الإعلامي منذ عام ونصف العام تقريباً، من خلال اكثر من منصة و وسيلة اعلامية سرعان ما تمدد نشاطه في الداخل، واجتذب وجوهاً ومناصرين ، عكس بشكل واضح أجندة “بهاء الحريري السياسية”، ومواقفه من باقي الأحزاب.

لقد استبشر اهل الشمال وعكار والبقاع والجنوب وبيروت خيرًا بظهور بهاء رفيق الحريري ومشاركته  في تغيير المنظومة الفاسدة في لبنان، ودعمه للحراك الثوري النظيف، وسعيه مع قوى التغيير لبناء لبنان الجديد، والاطاحة بكل المنظومة الحاكمة، كونه الرجل السياسي الذي لم تتلطخ يداه في مشاريع الفساد التي اوصلت لبنان الى الهاوية.

في ظل الظروف الصعبة، ابدى بهاء الحريري اهتماماً كبيراً في الانتخابات المقبلة، من خلال رصد مساعدات مالية كبيرة لها، و تقديمها في مختلف المناطق اللبنانية، وافتتاح ١٢ مركزًا لتقديم الخدمات الاجتماعية و الانسانية، ليقول للشعب اللبناني: “أنا هنا، معكم ولكم”.

والأهم، هو قدرة الحريري على تكريس نفسه قوّة وطنية  لا يمكن إلغاؤها، والرجل الذي يفرض حضوره في الساحة السياسية، ولربما يُشكّل هذا التحدّي طموحاً للعبور نحو بر الأمان، وبالتالي فإن عليه احراز أهداف نيابية مميّزة تثبت أنه يتمتّع بالغالبية الشعبية وأن لديه الكتلة السنية الاكبر التي يمكن الاعتماد عليها و وضعه في الواجهة من جديد، الامر الذي قد يدفع به الى تغيير المعادلة واعادة التفكير في استراتيجية تمكنه من الإنخراط في العمل السياسي واستعادة نفوذه في لبنان.

من جهة أخرى، فهو لا يمكن ان يكون العصا السحرية التي تنتشل لبنان من مستنقع الفساد بين ليلة و ضحاها، بل يحتاج الى استخدام الاستراتيجيات والتكتيكات لخلق التغيير، وذلك من خلال فريق عمل متخصص من ذوي الكفاءات العالية الذي كلفه شخصيًا لدراسة ومتابعة وتنفيذ المشاريع الاقتصادية و الاجتماعية و الانسانية في مختلف المناطق اللبنانية.

لا يريد بهاء الحريري وراثة أحد في الساحة اللبنانية، بل إرث رفيق الحريري. ويطمح لانتهاج طريقة عمل والده في عدم حصر تأثيره السياسي في البيئة “السنّية”، كما فعل الاخرون. أي يطرح نفسه في كل لبنان من خلال خوض الانتخابات المقبلة في كل المناطق اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى