مجتمع

ثلاثون يومًا يا والدي

بقلم : رئيس التحرير

رياض الحسيني

ثلاثون يوماً مضت على رحيلك وفقدك يا أبي.. قلبي يملؤه الحزن وعيني تفيض بالدمع، فوجع قلبي كبير وألم روحي عظيم..

حبيبي الغالي أبي؛ منذ صغري يا أبي وأنت في عيني مثلي الأعلى وتاج رأسي.. فأنت في عيني ملاك، أرى فيك ما لا يراه الآخرون.

رأيت فيك بياض القلب وتواضع النفس وطهر الروح.. رأيت فيك حسن الخلق وصفح الإساءة وصدق الكلمة.. رأيت فيك لين الجانب ودماثة الأخلاق وسماحة النفس.. رأيت فيك بشاشة الوجه وحب الخير وبعد النظر.. رأيت فيك كرماً لا ينتهي وعطاء لا ينضب وصبراً لا ينفد وحناناً لا يوصف.

أنت يا أبي من تعجز كلماتي وحروفي ويقف قلمي حائراً في وصفك.. فأنت الأب الحنون صاحب القلب الكبير والرحيم العطوف.

أبي الحبيب؛ قد ترغمنا وتجبرنا الحياة أن نعيش الواقع بكل ما فيه من ألم وحزن وأن نعيش الفراق الصعب، فراق يعصر القلب ألماً ويدمع العين شوقاً فاليوم

فراقك يا أبي، وقد رحلت يا أبي عن هذه الدنيا الفانية متأثراً بمرض عضال ألم بك، مرض أبكاني، مرض أوجعني وأوجع إخواني وكل من عرفك..

لقد كان رحيلك كما ثقيلاً علينا، مؤلماً لقلوبنا، كاسراً لأرواحنا، مبعثراً لكل ما فينا من قوة.. ففقدك أكبر من قدرتنا واحتمالنا كما كان فقد أمي.. ولكن تلك هي المشيئة الإلهية ولا راد لقضائه..

رحمك الله يا أبي الحبيب رحمة واسعة، واسكنك فسيح جناته وجمعني بك في الفردوس الأعلى.. فالقلب في اشتياق لك، فليس لقلبي شوق إلا لروحك التي باتت تحت التراب، ولم يبق لنا سوى الدعاء لك بالرحمة والمغفرة.. والحمد لله على ما قدر وكتب.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى