يبذل معظم السياسيين و زعماء العالم جهودا كبيرة لإخفاء ملابسهم المتسخة وغسيلهم القذر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خالف الجميع في هذه المسألة؛ فعلى مر السنين ، اكتسب الزعيم الإسرائيلي سمعة بين الموظفين في دار ضيافة الرئيس الأمريكي، فهو يحضر شحنات خاصة في رحلاته إلى واشنطن، وتتضمن عادة حقائب مليئة بالملابس المتسخة، وذلك وفقا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الأمر.
و يتم تنظيف الملابس لرئيس الوزراء الإسرائيلي مجانا من قبل موظفي البيت الأبيض الأمريكي، و هي في الحقيقة ميزة متاحة لجميع القادة الأجانب، ولكن يتم استغلالها بشكل ضئيل نظرا لفترات الإقامة القصيرة لرؤساء الدول المشغولين دائما.
و قال مسؤول أمريكي لـ صحيفة “واشنطن بوست” اشترط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية قيامه بمناقشة تفاصيل زيارات زعيم أجنبي للبيت الأبيض: ” نتنياهو و زوجته هم الوحيدين الذين يجلبون حقائب مليئة بالغسيل المتسخ لنا لتنظيفها حرفيا، فبعد عدة رحلات، اتضح لنا أن هذا السلوك كان مقصودا ! “.
على الجانب الآخر، نفى المسؤولين الإسرائيليين أن نتنياهو يفرط في استغلال خدمات غسيل الملابس الخاصة بمضيفيه الأمريكيين، ووصفوا هذه المزاعم بأنها “سخيفة” ، لكنهم أقروا بأنه كان هدفا للاتهامات المتعلقة باستغلال خدمات غسيل الملابس في الماضي أيضا.
ففي عام 2016 رفع نتنياهو دعوى قضائية ضد مكتبه و المدعي العام الإسرائيلي في محاولة لمنع الإفراج عن فواتير غسيل ملابسه بموجب قانون حرية المعلومات في البلاد، و قد وقف القاضي إلى جانب نتنياهو في ذلك الوقت، حيث بقيت تفاصيل فواتير غسيل الملابس الخاصة بنتنياهو وملابسه سرية .
و الجدير بالذكر أن هذا الاتهام البسيط نسبيا ينضم إلى قائمة أطول من مزاعم الفساد التي تحيط بالزعيم الإسرائيلي البالغ من العمر 70 عاما و التي هددت بقائه في السلطة، وأثارت احتجاجات في دولة الاحتلال هذا الشهر . حيث وجهت لنتنياهو لائحة اتهام في شهر نوفمبر الماضي خلال محاكمة فساد شملت هدايا تلقاها من أصدقاء أثرياء و ادعاءات بأنه سعى للحصول على مزايا تنظيمية لأقطاب وسائل الإعلام مقابل تغطية إيجابية له ولحكومته.
بالإضافة إلى ذلك ، اتهم نتنياهو بقبول ما قيمته 200 ألف دولار من الهدايا من رجال الأعمال التنفيذيين بما في ذلك زجاجات الشمبانيا و علب السيجار الفاخر، و قد بدأت محاكمة الفساد من جديد في شهر مايو و من المقرر أن تستأنف في شهر يناير بداية العام القادم .
والجدير بالذكر أن السفارة الإسرائيلية في واشنطن قد أصدرت بيانا صباح اليوم الخميس قالت فيه أن اتهام نتنياهو باستغلال خدمات الغسيل ليس سوى محاولة للتغطية على نجاح اتفاق التطبيع الذي وقعته “إسرائيل” و البحرين و الإمارات العربية المتحدة في البيت الأبيض الأسبوع الماضي .
و قالت السفارة في بيانها: ” هذه المزاعم السخيفة التي لا أساس لها من الصحة تهدف إلى التقليل من شأن الإنجاز الضخم الذي حققه رئيس الوزراء نتنياهو في قمة السلام التاريخية التي عقدت يوم الثلاثاء بوساطة الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض “.
وأضافت السفارة في بيانها أن خدمات الغسيل التي طلبها نتنياهو كانت متواضعة نسبيا خلال رحلته الأخيرة، حيث قالت: ” خلال الزيارة الأخيرة على سبيل المثال ، لم يكن هناك تنظيف جاف ، حيث تم غسل قميصين و كوي بدلة رئيس الوزراء و ثوب السيدة نتنياهو لحضور الاجتماع العام . أوه نعم ، تم غسل زوج من البيجاما أيضا ، حيث أن رئيس الوزراء و زوجته قد ارتدوها خلال رحلة الطيران التي استمرت 12 ساعة من اسرائيل الى واشنطن “.
في حين قال مسؤول أمريكي آخر أن زيارة نتنياهو الأخيرة لم تشمل عدة حقائب من الغسيل المتسخ، على عكس عدة حالات في الماضي . و قد كان من بين المسؤولين الذين أكدوا الاستخدامات السابقة المفرطة لخدمات الغسيل الخاصة بنتنياهو مسؤولون سياسيون و مهنيون من إدارتي ترامب و أوباما.
الجدير بالذكر أن الجدل الأصلي حول ممارسات غسيل الملابس الخاصة بنتنياهو ينبع من التسجيلات التي تم الكشف عنها في عام 2018 لمساعديه السابقين المقربين في المحاكمة الجنائية التي قدمت ضده . و قد قال المساعد نير حيفيتز حينها أن زوجة نتنياهو ، سارة ، تقوم بكل أنواع المناورات لإخفاء كل أنواع النفقات من فواتير زوجها.
وأضاف حيفيتز : ” في كل رحلة ، كانت تصطحب سارة نتنياهو معها أربع أو خمس حقائب مملوءة بالملابس القذرة ليتم تنظيفها تنظيفا جافا على الأقل ، و أنا أؤكد لك أن الصحفيين قد سألوني عنها من قبل ، و قد قمت بفحص الفواتير ، إلا أنه لا شيء يظهر فيها على الإطلاق ، فهم بطريقة ما يقومون بالأمر “.
تقدم الادعاءات الجديدة تفسيراً واحداً محتملا لعدم العثور على مصاريف غسيل الملابس على الحكومة الإسرائيلية، حيث قال إلياد شراغا ، مؤسس منظمة “من أجل حكومة الجودة” في إسرائيل : ” الشيء المختلف في هذا الحساب هو أن نتنياهو متهم الآن بإساءة استخدام موارد حكومة أخرى لغسيل ملابسه القذرة ، و ليس ملابسه الخاصة فقط”.
و قال شراغا أن منظمته اهتمت بقضية الغسيل بعد صدور العديد من التقارير التي تفيد بأن نتنياهو و زوجته أخذوا 11 حقيبة في رحلة ليوم واحد إلى البرتغال في شهر ديسمبر الماضي. و قد نفى مكتب نتنياهو التكهنات بأن الحقائب كنت مليئة بغسيل متسخ، قائلا أنها تضمنت أشياء يحتاجها رئيس الوزراء للعمل في مكتبه.
ترجمة خاصة – أخبار لبنان