بقلم: رياض الحسيني
عالميا”
تُعتبر الطيور من أجمل الحيوانات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وكان لطبيعةِ جسمها الدور الكبير في قدرتها على الطيران، فالأجنحة المكسوَّة بالريش والذيل تساعدانها على الاتزان عند الطيران. أما الطيور المُهاجرة فسُميت بهذا الاسم لأنها تُهاجر وتُغادر المنطقة التي تعيش فيها، والهجرة هي العملية التي تقوم بها الطيور في كل موسم، حيث تُهاجر لمسافات طويلة، وفي مواسم مُعينة، وتُهاجر أسراباً وجماعات، وقد انتبه العلماءُ إلى هذه الظاهرة منذ القدم، وحالوا تفسيرها علمياً ومنطقياً، مُتعجبين من دقة ونظام هذه الطيور في السير في أسراب وخطوط محددة ذهاباً وإياباً دون أن تتوه أو تُغير مسارها.
على مر العصور
كان الصيد وسيلة الغذاء الأساسية للإنسان. ولما وصل تعداد البشرية إلى 200 مليون نسمة نحو العام 200 قبل الميلاد، أصبح من الصعب الاعتماد على الصيد وحده كقوت، فلجأ الإنسان إلى الزراعة كوسيلة لحل مشكلته التي تمثلت باختلال التوازن بينه وبين طرائده، لكنه حافظ على تقاليد الصيد التي توارثها حتى يومنا هذا.
إلا أن عدد سكان العالم أصبح اليوم يناهز 6,5 مليارات نسمة، الأمر الذي استدعى من القيمين على حماية الطبيعة، على المستوى العالمي، التدخل للحفاظ على الثروات الطبيعية بما تشمله من تنوع بيولوجي، خصوصاً الطيور التي انقرضت منها أنواع كثيرة خلال القرن العشرين. ومن أساليب التدخل هذه تنظيم الصيد وتحديث قوانينه لكي تتوافق مع مبادئ المحافظة التي كرستها الإتفاقية العالمية للتنوع البيولوجي والتي صدقت عليها معظم دول العالم في العقد الأخير من القرن العشرين.
في لبنان: “اليوم”
اليوم صباحا” امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالرسائل التي تتناقل صوت و صورة لأجمل منظر من الطيور المهاجرة التي “منت” علينا بالمرور فوق اراضينا، بعد فراق طويل مع الطبيعة و جمالها.
مرت فوق منطقة صور اعداد كبيرة و مميزة و بمشهد رائع من التسلسل و الانسيابية و التنوع لفتت انظار كل من كان في المنطقة.
لم تسلم هذه الطيور المهاجرة المسالمة، منها البجع والاوز من رصاص المتخلفين والهمجيين كما في كل مرة. فاثناء مرورهم في سماء منطقة صور ارادت الطيور أخذ قسطا” من الراحة في البساتين والسهول المحيطة بمنطقة صور (جنوب لبنان)، حيث انقض عليهم هؤلاء برصاص الاسلحة الرشاشة ليتم قتل العديد منها ، وجرح بعضها بعد ان روى شهود عيان لموقع “أخبار لبنان” عن اثار دماء كانت تنزف عليهم من الطيور اثناء هروبها و محاولتها النجاة من ايدي هؤلاء السفاحين الذين تفاخروا بكل وقاحة و قاموا بعرض جثث الطيور المقتولة بطريقة تبين مدى استهتار من يدعون هواية الصيد بالحياة البرية، كما قاموا بتصويرها و نشر الصور و الفيديوهات ظنا” منهم انهم قاموا بانتصار عظيم.
الطامة الكبرى ان معظم من اصطاد طيور اليوم غايته تحنيطها و ليس أكلها، و لهذا الموضوع شق آخر.. اما بالنسبة للمعنيين في لبنان، طبعا” و كالعادة رغم انتشار العديد من الفيديوهات و الصور و الافادات الحية، لن نسمع عن سجن او توقيف او معاقبة أي من الفاعلين.
نتمنى من الجهات المعنية رسميا” و غير رسميا” أتخاذ أقصى القرارات و انزال أشد العقوبات في حق هؤلاء القتلة و فتح تحقيق و توقيف كل من يظهره التحقيق متواطئا” بهذه الجريمة البيئية العظمى.
نرجو مشاركة هاشتاغ #برسم_المعنيين
#برسم_المعنيين
#برسم_وزارة_البيئة
#برسم_وزارة_الدفاع
#برسم_وزارة_الداخلية