مجتمع

“ليس المهم أن نكافا على أعمالنا في الحياة

كتب: د. جيلبير المجبر

“ليس المهم أن نكافا على أعمالنا في الحياة، وإنما المهم أن نستطيع القول عندما نترك الحياة، لقد عملنا ما استطعنا عمله لخدمة الإنسانية”.

“الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه.”

فلنبرهن عن محبتنا لله، “لا بالكلام وعبادة الشفاه فقط بل بالعمل الصادر عن كل القلب. فلنحب ما يحبه الله. ولنكره ما يكرهه. ولنحفظ و صاياه.
ولنعتصم بالإيمان الحقيقي، بمحبة الله والقريب الذي هو كل إنسان، ولنلتصق بكلام الرب. فحياتنا لا تكتمل الا باقتناء المحبة، وبوجود روح الله فينا، بالرجوع إلى فكر الله ونبذ الأنانية.

لا قيمة للحياة ولا رونق لها بدون صفة المحبة، وإذا لم نفعل انسانيتنا بالقيام بالأعمال الإنسانية الطيبة تجاه كل إنسان محتاج.
هذه هي المسيحية الحقيقية.

ان حياتنا على هذه الأرض مؤقتة وحبل المنية قصير. وقد يفاجئنا الموت في أية لحظة.
فلنعد أنفسنا لتلك الساعة، بإتمام وصايا الرب في المحبة الخالصة، في القريب، وفي عمل الخير، وان نمد يد العون لكل إنسان معوز وفقير.

المسيح صار بشرا، ليكون للبشر نموذجا للحب الإلهي، يعلمهم كيف يحبون ويضحون ويتواضعون ليصبحوا من أهل السماء.

“أن هيئة هذا العالم تزول”. وهو يدعونا أن لا نتعلق بأشياء هذا الدهر.
هذا الأمر لا يدعونا نحن المسيحيين إلى أن نتهرب من واجباتنا الإنسانية ومسؤولياتنا الحياتية.بل يدعونا نحن الذين نؤمن بالله، للقيام بالأعمال الحسنة. لأن ” الإيمان ميت دون أعمال.”خاصة أننا نعيش، اليوم، في مجتمع يفتقر فيه الشعب إلى العدل الاجتماعي.

فئة قليلة جدا من المحظوظين تتمتع بثروات البلاد بدون حسيب أو رقيب في حين الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني لا يملكون الحد الأدنى من الحاجيات الضرورية للعيش الكريم.

الفقر والظلم والماسي تلف شعبنا… الحق والعدل قد ماتا، والشباب لا يجدون عملا يليق بمستوى طموحهم، لاستثمار مواهبهم وكفاءةتهم ونبوغهم.
لقد أطفأت مصابيح الآمل والرجاء في القلوب.

ان التعاون بين البشر،
يساهم في رفع مستوى المجتمعات، ويساعد في تقدم وتطور ورقي الأمة، ويسهل عملية التقارب بين الناس. وهو عامل من عوامل انتظام الحياة الإجتماعية.

أما المجتمع الذي تغلب على أفراده روح الأنانية والتنافس على تقاسم المنافع،
كل يعيش لنفسه وعلى هواه، هذا المجتمع يسير في طريق الانحلال والزوال والتفكك.

ان الله الذي خلقنا على صورته ومثاله، “يسوس خليفته بالمحبة”، وهو يتدبر لنا أسباب الخير والسعادة، وهو يعلمنا أن تكون أعمالنا منزهة عن الأنانية، ونابعة من عمق محبتنا له، وتكون لخير سائر خليقته.
لذا ان الإنسان الذي يبذل ماله لاطعام الفقراء والمحتاجين، ولم تكن لديه المحبة فإن عمله لا يساوي شيئا في نظر الله.

” ليس المهم أن نكافا على أعمالنا في الحياة، وإنما المهم أن نستطيع القول عندما نترك الحياة، لقد عملنا ما استطعنا عمله لخدمة الإنسانية”.

كم يكون إدراكنا للحياة قاصرا، وكم تكون معرفتنا ناقصة، إذا اعتقدنا بأن ما نكتنزه من أموال وما نقتنيه من قصور وذهب يمكنه أن يبعد عنا كأس المرض أو حتى الموت أو يمكن أن يقينا من تقلبات الدهر.
الإنسان مهما بلغ من مراتب العز والجاه والعظمة، ومهما كدس من اموال، ومهما امتد به العمر سيترك كل شيء وراءه ويرحل. وسيكون مثواه، في النهاية، في اعماق قبره المظلم والموحش.
هناك يتساوى العالم والجاهل، الكبير والصغير، الغني والفقير، الرئيس والمرؤوس.

“إننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء.”
العمر يتلاشى والأيام تمضي بسرعة فائقة، والمنية تأتي على حين غفلة،
و”كلنا نترك أثرا على رمال الزمن، ولكن البعض يخلفون وراءهم آثار نفوس عالية، والبعض يتركون مجرد آثار اقدام”.
أما أصحاب النفوس الطيبة والايادي البيضاء، الذين يزرعون الخير أينما وجدوا، فيخلدون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى