دولية

السكاكين السياسية بانتظار نتنياهو الذي يقترب من نهاية مشواره السياسي

ظل بنيامين نتنياهو لفترة طويلة الوجه المألوف لإسرائيل بعدما تولى منصب رئيس الوزراء لأكثر من عقد وظل محتفظا به في مواجهة لائحة اتهام جنائية وأربع انتخابات في العامين الماضيين وحدهما.

أما الآن فالسؤال هو هل لا يزال نتنياهو البالغ من العمر 71 عاما، والذي يطلق عليه معجبوه لقب “الساحر”، يحمل أي أوراق رابحة في جعبته.

فبعد سنوات من الهيمنة شبه الكاملة على السياسة الإسرائيلية، قد يكون تحالف واسع ناشئ من المعارضين على وشك الإطاحة به.

“احتيال القرن‭” ‬هكذا وصف نتنياهو بغضب المشهد بعد أن انقلب زميله اليميني نفتالي بينيت عليه واختار التحالف مع زعيم المعارضة الوسطي يائير لابيد على الرغم من وعده علنا بأنه لن يفعل ذلك.

وبينما ظل حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو مخلصا له إخلاصا شديدا، فإن جدعون ساعر المنشق عن ليكود أبدى استعداده للانضمام إلى الحكومة الجديدة رئيسا لحزبه أمل جديد.

وقال معلقون سياسيون إسرائيليون إن السكاكين السياسية تنتظر نتنياهو، أطول زعماء إسرائيل بقاء في سدة الحكم، منذ فترة.

وتفاقم الإحساس بأنه يلعب في الوقت الضائع بعد 12 عاما متتالية في المنصب بسبب محاكمته الجارية بتهم الفساد.

وتنطوي القضايا على اتهامات بتقديم خدمات لأباطرة وسائل الإعلام والحصول على هدايا باهظة من السيجار والشمبانيا بشكل غير قانوني. ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات وقال، دون تقديم أي دليل، إنه ضحية مؤامرة دولة عميقة ضده.

لكن معلقين سياسيين يحذرون من أن نتنياهو لم يخرج بعد من المشهد.

وكتب آلوف بن رئيس تحرير صحيفة هاآرتس اليسارية يوم الاثنين “لا يزال من السابق لأوانه الإعلان عن انتهاء ‭‭‭’‬‬‬عصر بيبي‭‭‭’‬‬‬ في السياسة الإسرائيلية. ولكن إذا تحقق تغير في نهاية المطاف، فإن نتنياهو سيخرج من الصورة بسبب زملائه في اليمين الذين ضاقوا ذرعا بقيادته”.

هزيمة بصدر رحب؟

نتنياهو المعروف شعبيا بلقب طفولته “بيبي” هو ابن مؤرخ والتحق بالمدرسة الثانوية والجامعة في الولايات المتحدة، حيث كان والده يعمل أستاذا.

ومنذ بداية مشواره، كان صوته الجهوري مسموعا على المسرح العالمي منذ أن شغل منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة من عام 1984 إلى عام 1988. ودخل معترك السياسة في إسرائيل كنائب من حزب ليكود وأصبح زعيما للحزب في عام 1993.

وكانت آخر مرة خسر فيها نتنياهو رئاسة الوزراء، في ولايته الأولى، قبل مطلع الألفية.

ويبدو من المستحيل أن يتكرر اليوم مشهد تسليمه للسلطة بصدر رحب بعد انتخابات عام 1999 لزعيم حزب العمل آنذاك إيهود باراك، في ظل هجوم نتنياهو المتكرر على منافسيه على وسائل التواصل الاجتماعي.

وخلال تغيير الحرس وقتئذ في مكتب رئيس الوزراء، ابتسم نتنياهو وزوجته سارة وهما يتصافحان مع باراك وزوجته ويتحدثان بشكل ودي مع الزوجين.

أما هذه المرة، فإذا أوفى لابيد بموعد نهائي يوم الأربعاء لتشكيل حكومة جديدة، يتولى خلالها بينيت منصب رئيس الوزراء أولا في صفقة “تناوب”، فمن المرجح أن يكون نتنياهو في وضعية الاستعداد للهجوم عندما يتولى زعامة المعارضة.

وفي مؤشر على ما ستحمله الأيام المقبلة، ظهر نتنياهو عابسا على شاشة التلفزيون يوم الإثنين ليحذر من تشكيل “حكومة يسارية خطيرة”.

وأعادت تصريحاته واستخدامه لمصطلحات مثل “احتيال القرن” إلى الأذهان اللغة التي كان يتحدث بها أقرب حلفائه الذي أطيح به كذلك من منصبه.. الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقد يؤدي التكوين المتنوع لتحالف من أحزاب اليسار والوسط واليمين إلى وضع غير مستقر تحديدا في بلد تمزقه الانقسامات السياسية لدرجة أن انتخابات “الإعادة” باتت أمرا طبيعيا فيه.

لكن بالنسبة للناخبين الموالين لنتنياهو، فإنه يظل زعيما صاحب موقف قوي فيما يتعلق بالأمن ودرعا في مواجهة الضغط، حتى من الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، لأي خطوات جريئة قد تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية.

وفي جنوب إسرائيل، ظل التأييد لنتنياهو قويا هذا الشهر حتى مع تعرض المنطقة مرة أخرى لهجوم صاروخي مكثف من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقال أحد السكان بلهجة خلت تماما من السخرية على التلفزيون الإسرائيلي بينما كان يقف خارج منزل والديه بعد أن أصيب للمرة الثانية بهجوم صاروخي خلال القتال الذي دام 11 يوما “الحمد لله أن لدينا رئيس وزراء قويا هو بيبي نتنياهو”.

رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى