محلية

المحامي روك فغالي للبابا: “لم يبقى لنا سواك في هذا العالم “

كتب المحامي روك فغالي:

“قداسة الحبر الاعظم شكرا لك لم يبقى لنا سواك في هذا العالم الوحش ينظر الينا بعطف ابوي.

المشكلة في لبنان ليست سياسية ولا طائفية ولا اقتصادية انها مشكلة أخلاقية .فانعكست على كل هذه الأوضاع.

انتم تعلمون يا قداسة البابا ان لبنان لا يعيش الا بجناحي المسيحي والمسلم . ومنذ الاستقلال كان لدى المسلمين فريقين فريق اصيل امن بلبنان بكيانه الذي انشئ على اساسه وسلم القيادة فيه للمسيحي لعدة اسباب اهمها انه البلد العربي الوحيد الذي يجسد برئاسة المسيحي الطابع الحضاري للأمة العربية . وفريق مسلم اخر طائفي النزعة اناني لا تهمه لا العروبة ولا الحضارة كان يرفض بان تكون البلاد برئاسة مسيحي .

وللاسف نتيجة انعكاس المشكلة الفلسطينية وتهجير قسم منهم الى لبنان والتدخلات الخارجية المعادية للبنان وتحديدا للمسيحيين تمكن هذا الفريق المسلم المتطرف من السيطرة على البلاد وازاحة المسيحيين عن السلطة .وان المسيحي دون ان يكون بيده سلطة ليحمي وجوده بها هو بحالة خطر وجودي مستمر .وان ما جرى بمسيحيي العراق وسوريا الذين لا سلطة لهم يؤكد هذه المخاوف .

واليوم المشكلة التي يعاني منها المسيحيون ان هذا الفريق المتطرف يرفض ليس فقط ان تعود القيادة للمسيحيين ، كما كانت في السابق، بل هم يرفضون حتى ان يشارك المسيحي في الحكم .وما كل ما نشاهده اليوم من تدمير كياني واقتصادي وامني ومالي ما هو إلا وسيلة ضغط لاكراه المسيحيين لعدم المحاولة المشاركة في الحكم .اما الخطر الاكبر على المسيحيين اليوم في لبنان هو غياب القضية المسيحية .فالقيادات المسيحية تتقاتل وتتصارع على سلطة غير موجودة حتى الرابطة المارونية التي هي ذراع بكركي السياسي هي مصادرة .

والشباب المسيحي نصفه مهاجر والنصف الاخر مسيير بواسطة وسائل اعلامية ،جعلته اداة تدمير ذاتي .لدرجة ان اوصلوهم الى مرحلة التنكر لقضيتهم بعد ان اوهمه الاعلام الماجور ان كل ما يعاني منه هو بسبب الطائفية . وكرها منه بالطائفية اصبح يكره دينه .ولم يعد يهتم حتى لحقوق المسيحين التي اصبحت بالنسبة له السبب في كل ما يعاني منه البلد . قداسة الحبر الاعظم صحيح اننا اليوم بحاجة إلى كل انواع المساعدات ولكن أكثر ما نحن بحاجة اليه هو اعلام يعيد القضية المسيحية ويعيد الى الواجهة الاسلام المعتدل الذي كان قبل الطائف. والذي كان الركيزة الأساسية لكيان لبنان .

لذلك نحن بحاجة الى وسيلة اعلامية توجيهية تعيد القضية اللبنانية الى حقيقتها .لان الرأي العام يحرك الديمقراطية والرأي العام يحرك الثورة .والاعلام يحرك الراي العام .

فاذا كان هذا الاعلام غير مسؤول وموجها من اعداء الوطن واعداء المسيحية فكيف ستكون النتيجة ؟قداسة البابا اننا نصلي معك .”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى