دولية

صحافية استرالية لجورج بوش “لا توجد أحذية كافية في العالم للرد عليك بالشكل المناسب”

لفتت الصحافية الأسترالية المستقلة كيتلين جونستون على موقعها إن جورج دبليو بوش أصدر بياناً عن الوضع في أفغانستان، وقالت “لا توجد أحذية كافية في العالم للرد عليه بالشكل المناسب”.

وقال جورج بوش في البيان الذي نشره على موقعه: “كنت أنا ولورا نتابع الأحداث المأساوية التي تتكشف في أفغانستان بحزن عميق، وقلبانا يدمعان على الشعب الأفغاني الذي عانى كثيراً، وعلى الأمريكيين وحلفائنا من الناتو الذين ضحوا بالكثير”. الصحافية: “أعرب بوش للقوات المسلحة الأمريكية والسلك الدبلوماسي ومنظمات الاستخبارات عن مدى فخره هو وزوجته بـ “تضحياتهم” و”شجاعتهم”، وبأنهم “حافظوا على الأمان في أمريكا” و”رفعوا رأس أمريكا” باحتلالهم المستمر منذ عقود، ذلك الاحتلال الذي لم ينجز أي شيء حرفياً سوى ملئ جيوب المجرمين الفظيعين، وليس مفاجئاً ألا يحتوي البيان على أي اعتذار لأي شخص عن أي عمل.

وتساءلت “أهذا الرجل جاد فيما يقول؟”، وقالت “تخيل أنك جورج دبليو بوش في منتصف آب/أغسطس 2021 وتقول في خلدك “أعرف بالضبط ما يحتاجه الناس: خطاب حماسي مني، أنا جورج دبليو بوش، عن أفغانستان”.

وأعربت عن امتعاضها بالقول: “ياللوقاحة، بل إنها منتهى الوقاحة”، ولفتت إلى أن “هذا الشخص في النهاية هو الشخص نفسه الذي أمر بالغزو المأساوي أساساً، بذريعة أحداث 11 أيلول المشكوك بأمرها، بعد أن قرر الإطاحة بطالبان قبل شهر من سقوط البرجين. إنه الرجل نفسه الذي رفض عرض طالبان بتسليم أسامة بن لادن في تشرين الأول/أكتوبر 2001 إذا عرضت الولايات المتحدة دليلاً على أنه مذنب وأنهت حملة القصف. وهو الرجل نفسه الذي رفض مراراً عروض طالبان بالاستسلام بعد بدء الغزو، والرجل نفسه الذي بدأ عقوداً من الأكاذيب حول ما كان يحدث في أفغانستان من أجل تسويغ احتلال بقي من أجل السطوة والمال”.

وتابعت: “بعد كل هذا القلق الكاذب بشأن “الشعب الأفغاني المضطهد”، وبعد احتلال دام عشرين عاماً، خذلت الولايات المتحدة الشعب الأفغاني الذي عانى أكثر من أي شعب آخر. وبعد كل هذا القلق الكاذب حول “حرب طالبان على النساء”، ظلت أفغانستان أسوأ مكان في العالم لتعيش فيه المرأة طوال فترة الاحتلال.

وألقت جونستون باللوم على الإمبراطورية الأمريكية، وقالت “ما كانت حركة طالبان لتعتلي السلطة لولا أن الولايات المتحدة دعمت أسلافها (الذين قامت أيضاً بتجذير التطرف في نفوسهم) ضد الاتحاد السوفيتي وحلفائه الأفغان اليساريين في الثمانينيات، ثم غزا بوش البلاد وأمطرها بالقنابل من السماء لمدة عشرين عاماً، ما أسفر عن مقتل مئات الآلاف.

وبعد أربعة عقود من التدخل وعقدين من الاحتلال الشامل، أتبعها الوحشية المروعة والإرهاب اللذان مارسهما البريطانيون على الشعب الأفغاني، من المنصف جداً أن نقول إن الولايات المتحدة وحلفاءها يتحملون كامل المسؤولية عن المشاكل التي تعاني منها أفغانستان اليوم.

وأضافت: “بينما تعود طالبان إلى حكم البلاد بعد فترة استراحة طويلة، بلغ فيها الأفغان من الخوف أن يلقى بعضهم حتفه إثر سقوطه من الطائرات العسكرية الأمريكية المغادرة بعد أن تشبثوا بها بيأس، سيكون هذا وقتاً مناسباً ليُطبِق جورج دبليو بوش فمه”.

لكن جورج دبليو بوش أبى أن يصمت، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن مهندسي الحرب في إدارة بوش، أمثال جون بولتون وبول ولفويتس، تجري وسائل الإعلام مقابلات معهم لمعرفة آرائهم بشأن إذا كان من الحكمة إنهاء إحدى حروب بوش في النهاية. وقال بولتون على منصة إذاعة “إن بي آر” الأمريكية إن الانسحاب “فشل ذريع للقيادة الأمريكية”، ويجب على الولايات المتحدة أن تتدخل للإطاحة بطالبان مرة أخرى. وأجرت إذاعة “بي بي سي” مقابلة مع ولفويتس قال فيها إنه يشعر بـ “خوف عميق” من الانسحاب، ووصفه بأنه نعمة للصين وللإرهابيين في كل مكان”.

وختمت الصحافية الأسترالية بالقول: “إن ما فعلته الإمبراطورية الأمريكية بأفغانستان لا يغتفر، ولا يمكنها التكفير عنه أبداً”، ودعت الأمريكيين ألا يسامحوا “هؤلاء الوحوش، ولا تنسوا أبداً ما فعلوه بهذا البلد الفقير، لا تنسوا أبداً أنهم في المرة القادمة التي يطلبون منكم فيها دعم عمل آخر من إجراءات التدخل العسكري الأمريكي، سيعتمدون بشكل مؤكد على الأكاذيب، ويفشلون في تحقيق أهدافهم، وينتهي الأمر بكارثة، وتنكث العديد من وعود الأطراف المعنية، وستكون التكلفة تريليونات الدولارات، ولن يستفيد بيننا سوى أفظع الناس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى