سياحة

كيف كان يقضي السعوديون إجازة الصيف في الماضي؟

تبذل الجهات المسؤولة عن قطاع السياحة مزيدًا من الجهد لتعزيز مكانة السعودية على خارطة السياحة العالمية

جرت العادة أن يستقبل السعوديون الإجازة الصيفية بعد انتهاء العام الدراسي، بالسفر إلى وجهاتهم السياحية المفضلة بالنسبة لهم سواءً داخل أوخارج المملكة، بهدف الترفيه والترويح عن النفس، بيد أن خيارات السفر والأماكن الترفيهية في البلاد في وقتنا الحاضر ازدادت وفرضت حضورها بشكل لافت، عوضاً عن الماضي.

العلا أكبر مدينة أثرية بعدد الواجهات الصخرية

فمثلاً بإمكانهم التمتع بخيارات برنامج صيف السعودية بفعالياته المتنوعة وأنشطته التي تلبي تطلعات السياح بالذهاب إلى الوجهات الصيفية المعتدلة، أو الوجهات البحرية مثل البحر الأحمر، أو العلا التي تعد من الأماكن الاستثنائية الزاخرة بالتراث الطبيعي والإنساني، أو حتى الفعاليات التي ستقام في قلب المملكة النابض في الرياض.

«موسم الرياض» يجذب 20 مليون زائر ويحقق قفزة نوعية بنسبة 100%

«موسم الرياض» يجذب 20 مليون زائر ويحقق قفزة نوعية بنسبة 100%

وكل هذه الفعاليات التي باتت تزخر بها البلاد، جعلت وزير السياحة أحمد الخطيب يؤكد أن السياحة شهدت نمواً لافتاً في العام الماضي، ما جعل السعودية تتصدر دول مجموعة العشرين في معدل النمو بنسبة 156 في المائة مقارنة بعام 2019؛ وذلك بفضل التسهيلات، والدعم الذي حظى به قطاع السياحة ما نتج عنه تحقيق هذا النمو اللافت، حسب حديثه، وبالتالي بات أمام السياح فرص سياحية داخلية بمزايا تنافسية.

الدرعية التاريخية باتت وجهة سياحية ضمن قائمة اليونيسكو وتجذب السياح

الدرعية التاريخية باتت وجهة سياحية ضمن قائمة اليونيسكو وتجذب السياح

بيد أنه في خضم توافر جملة الفعاليات السياحية الثرية ببرامجها المتنوعة الشمولية في الوقت الحاضر، وتعزيز خيارات السياحة الداخلية، بات شكل الصيف مختلفاً لدى الكثير عن السابق، فكيف كان صيف السبعينات والثمانينات الميلادية؟ يقول منصور العساف، الباحث الاجتماعي لـ”العربية.نت” : كان البعض من السعوديون في نهاية السبعينات الميلادية، إبان مرحلة “الطفرة” يتوجهون إلى قضاء إجازة الصيف في الخارج، فيما كانت “لبنان” الوجهة الأولى للسياحة الخارجية لدى السعوديين، كما يقول الباحث والمؤرخ الاجتماعي منصور العساف.

مسبح المشتل - صورة أرشيفية

مسبح المشتل – صورة أرشيفية

وقال العساف:” كان السفر للسياحة خارج المملكة في فترة الستينات إلى بداية السبعينات ميلادياً مقتصراً على الطبقة المخملية، فيما كان “مشتل الخرج” الوجهة الأولى لسكان مدينة الرياض في تلك الحقبة الزمنية، والذي أُسس في عهد الملك عبدالعزيز بصفته منطقة استزراع لصالح مشروع الخرج الزراعي، ثم تحول بعد ذلك إلى متنزه”.

وأضاف العساف:” كانت إجازة الصيف في الماضي تتضمن إجازة عيدي الفطر والأضحى، لذا كانت الأسر السعودية تتوجه إلى ديار الأجداد في المدن الصغيرة والقرى لتقضي كامل فترة الإجازة هناك، ويشمل نشاطهم لعب كرة القدم والرحلات البرية والذهاب إلى الحدائق والاستمتاع بالألعاب الشعبية”.

منتزه سياحي

منتزه سياحي

مصيف الملوك

وبيّن العساف قائلاً: “إن مدينة الطائف كانت مصيف الملوك منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى عهد الملك فهد، بيد أنه تغير ذلك بعد الانتهاء من أعمال قصر السلام بمدينة جدة”.

مدينة الطائف مصيفاً لملوك السعودية

مدينة الطائف مصيفاً لملوك السعودية

مصيف السعوديون

وأردف العساف: ” في نهاية السبيعنات ميلادياً، أصبحت مدينة أبها الوجهة الأولى للسياحة محلياً، إذ شهدت منطقة عسير اهتماماً كبيراً وتطوير البنية التحتية بإشراف مباشر من قبل أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل، حيث افتتح عدد كبير من المنتزهات مثل (السودة ودلغان والحبلة والقرعاء والسحاب)، كما تم تدشين وتهيئة العديد من الطرق والفنادق الجديدة”.

وتبذل الهيئة السعودية للسياحة مزيدًا من الجهد لتمكين شركائها والتعاون معهم لتعزيز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، إذ جرى إبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية وتوقيع مذكرات تفاهم جديدة؛ تحقق مستهدفات القطاع السياحي، وترحب بالمزيد من السياح للاستمتاع بالوجهات الفريدة والثقافة الأصيلة والحفاوة السعودية”.

وفي الوقت ذاته، ففي إطار تعزيز الاهتمام بالوجهات السياحية السعودية، كشف الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، فهد حميد الدين، لـ”العربية” عن اقتراب تدشين الرحلات الدولية المباشرة إلى مناطق: “الباحة – أبها – عسير – الطائف”، خلال فترة الصيف، من أجل اكتشاف جوهر السياحة في البلاد.

وفي معظم مواسم الصيف، تتمتع تلك الوجهات السياحية بمستوى حضور سياحي محلي بجانب مواطني بعض الدول الخليجية، غير أن خطوة الهيئة السعودية للسياحة جاءت والحديث هنا لـ – حميد الدين – نتيجة لما تتمتع به تلك المناطق من أجواء منخفضة الحرارة خلال موسم الصيف.

وبالتالي تتعزز التوقعات بإن الخطوة التي أعلنت هيئة السياحة عنها أخيراً ستبرز مكونات البلاد الثقافية وبالتالي تشجع مواطني الدول الأخرى على زيارتها كوجهة سياحة عالمية.
وترغب منظومة السياحة السعودية ككل المساهمة في تطوير المناطق وتحويلها إلى عناصر جذب عالمية، فضلاً عن دعم الاستثمار وتطوير المناطق الساحلية في المواقع المستهدفة، بجانب تعزيز البيئة الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى