صحة و جمال

أسباب الصعوبات التعليمية منها مشكلات خلال الحمل والولادة

بقلم: ناديا قاسم عطوي

أثبتت الدراسات الحديثة أنّ نسبة ذكاء الطفل مرتبطة بشكل وثيق ومباشر بفترة نموه خلال فترة الحمل والولادة والسنين الأولى من حياته (الطفولة المبكرة). يتأثّر الطفل بعدة عوامل أهمّها:
خلال فترة الحمل:
غذاء الحامل: لكل حامل أضيفي المأكولات الغنية بالأوميغا ثري، والدهون الصحية وابتعدي عن المواد المصّنعة خاصةً الدهون المهدرجة والمواد الحافظة والملونات الغذائية (اللحوم المصنعة مليئة بالسموم والمواد والدهون المهدرجة والمشروبات الغازية والعصائر المصنعة…) تحفّظي عن تناول الأدوية من تلقاء نفسك، التزمي بما يقوله الطبيب بالحرف.
الملوثات: إحمي جنينك من ملوثات السجائر والنرجيلة بغضّ النّظر عن ولادة طفلٍ بوزن قليل، إلّا أنّ هذه السّموم تتراكم في الخلايا الذهنية للجنين والتي لا تزال في طور النمو، فتوقفها عن النمو وتسهم في تلفها. ولا ينتهي الأمر هنا، بل يستمر في التأخر العقلي حتى بعد ولادته، ويلازمه هذا التأخر والتلف ويستمر المولود في المعاناة طوال حياته. (فإذا كنت من مدمنات التدخين لا تتسرعي في اتخاذ قرار إنجاب طفلٍ إلّا بعد اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين ولو خلال فترة الحمل فقط).
التعرّض للأشعة: لا تضعي الأجهزة الالكترونية كالتلفون واللابتوب قريبةً من بطنك خلال فترة الحمل، لا تقتربي من مسخّن الطعام (المايكرويڤ)، تجنبي غرف الأشعة السينية وغيرها. فمؤخرًا ظهرت دراسات جديدة تثبت أنَّ هذه الأجهزة تصدر إشعاعاتٍ تؤثر سلبًا على نمو الأجنة بما فيها الخلايا الدماغية.
الحالة النفسية للحامل: تؤثر سلبًا أو إيجابًا على نمو الجنين أيضًا، فالحامل الحزينة يرتفع في جسدها هرمون الكورتيزون الذي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب وزيادة دقات القلب والتي تصدر بدورها أوامر أن الجسد يتعرض للخطر، وهذه الهرمونات كلها تصل للجنين عبر المشيمة وترفع من مستوى التوتر والقلق في جسده مما يعيق ويؤخر عملية النمو الطبيعية لأعضائه بما فيها خلايا المخ، فيما يتمتع جنين الأمّ السعيدة بصحة جيدة ونمو طبيعي لجميع أعضاء جسده.
خلال الولادة:
عدم تعرض الجنين للنقص في الاكسيجين وضمان نظافة وتعقيم مكان الولادة لعدم وجود طفيليات أو فيروسات قد تنتقل خلال الولادة للطفل.
بعد الولادة:
الرضاعة الطبيعيّة: تلعب الرضاعة الطبيعيّة دورًا بارزًا في التأثير المباشر على النمو الدماغي وذلك من خلال اضطرار الرضيع لتحريك فكّيه للشّفط مما يساعد في عملية بناء الخلايا الجديدة. بالإضافة إلى أنّ حليب الأم يحتوي على الكثير من المواد الطبيعية المانعة للأكسدة وهذا يعني غذاء ممتاز للخلايا الدماغية. كما أنَّ احتضان الأم لطفلها خلال الإرضاع ينمي مشاعر السعادة عند رضيعها فيفرز جسده هرمونات السعادة التي تعزز النمو السليم للخلايا الإدراكية والحسية عند الرضيع.
انتظام نوم الطفل: من أهمّ الأمور التي تلعب دورًا كبيرًا في تفادي الوصول إلى موت خلايا الدماغ عند الصغار والكبار أيضًا هو الحصول على ساعات نومٍ كافية ومنتظمة خلال الليل في غرفة مظلمة، العاشرة ليلًا كحدٍّ أقصى ، لأنَّ معظم هرمونات النمو يفرزها الجسم في فترة النوم الليليّ.
غذاء الطفل: الغذاء الجسدي: يجب علينا كأهل تحمل مسؤولية ما يتناوله أطفالنا. علينا تعويد أطفالنا على تناول الطعام الصحي وإبعادهم عن تناول الطعام المصنّع على الأقل في مرحلة ما قبل البلوغ، إذ تعتبر هذه الفترة من أهم الفترات لنمو دماغ الطفل بشكل سريع. وكما نعرف أنّ الطعام المحتوي على ملونات صناعية ونسبة سكر عالية هو غذاء مؤذٍ من الدرجة الأولى للدماغ، بل وذهبت بعض الدراسات إلى اتّهام هاتين المادتين في تسببهما في غباء الأطفال.
التركيز على تناول المواد الغنية بالأوميغا ثري كالمأكولات البحرية والأفوكا والمكسرات النيئة…
الغذاء الروحي: هذا الغذاء المجّاني أهم من الغذاء الجسدي لدماغ الطفل، ناهيك عن أنّه يرفع هرمونات السعادة من خلال الإحتضان والتقبيل، إلا أنّه يحفّز بشكل كبير على نمو الوصلات العصبية بين الخلايا الدماغية، وهذا يعني القدرة على الرّبط والتّحليل وحدّة الفهم والذكاء. يمكن زيادة المخزون العاطفي من خلال الاحتضان الكثير والثناء والمدح والافتخار والابتعاد عن الكلام الجارح والألفاظ المعنّفة للطفل أمام الآخرين خاصةً… كما الابتعاد نهائيًّا عن الضرب والتعنيف في التربية والهذيب.
الغذاء المعرفي: بدايةً يجب الابتعاد كليًّا حتى عمر ثلاث سنوات في اعتماد الشاشات الذكية لتنمية ذكاء الطفل، فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز أو الشاشات لا يتعلمون شيئًا منها، بل العكس تؤدي إلى تأخر الكلام وفرط الحركة وضعف التركيز فيما بعد والإنزوائية والأنطوائيّة، كما تتسبب في قتل الخلايا الدماغية عندهم وتبطئ من عملية نموها، وترفع نسبة إصابة الطفل بطيف التّوحد.
من جهةٍ ثانية يجب على الأهل اللجوء إلى الألعاب اليدوية التربوية للعب مع الطفل، وقراءة القصص له والنظر في صورها وإطالة الحديث معه حول ما يشاهد ويسمع، ولعب الألعاب التقليدية كالغميضة وغيرها، وذلك يرفع نسبة سعادة الطفل وشعوره بالانتماء إلى العائلة.
محيط الطفل: من المهم جدًّا إحاطة الطفل بالحنان والعاطفة في عائلة مكتملة متفاهمة، ليشعر بالاستقرار النفسي والطمئنينة بعيدًا عن الأجواء المشحونة بالتوتر والعصبية والمشاكل خاصّةً بين الوالدين.
الأمراض الجسدية: ضرورة المحافظة على سلامة الطفل من العدوى التي يمكن أن يلتقطها من محيطه، وإعطائه التطعيمات الضرورية لحمايته من تأثير بعض الأمراض كشلل الأطفال وغيرها، والتي يمكن أن تطور لتصل إلى الدماغ كالنكاف والدفتيريا، والتي يمكنها أن تؤدي إلى تلف بعض خلاياه. وعدم ترك الطفل في حال حدوث ارتفاع في الحرارة دون علاج، وتخفيضها بكل الوسائل لتفادي احتمال للوصول إلى نوبة حرارية تتلف الدماغ، وحماية الطفل من أيّ ضررٍ قد يترك فيها أثرًا ظاهرًا أو مخفيًّا.

منذ ولادة طفلك تفاعلي وتكلمي معه وأكثري من تقبيله واحتضانه، ولا تبخلي عليه بساعة من اللعب ولو كان في عمر الأشهر، بل يجب عليك مراقبته والانتباه إلى أيّ مؤشرٍ قد يدلّك على تأخرٍ ما. مراقبة السمع والنظر والنطق والتفاعل الحركيّ مع المؤثرات، فكلما كان الطفل صغيرًا كلما كان تدارك الأمر أسهل والعلاج أفضل. وإن شعرت الأمُّ بأنَّ طفلها ليس على ما يرام، بإمكانها اللجوء إلى أختصاصي تربية مختصة لأخذ النصائح والعلاج لتلافي المضاعفات والسيطرة على الصعوبات وتذليلها والتغلب عليها مبكرًا.

منذ ولادة طفلك تفاعلي وتكلمي معه وأكثري من تقبيله واحتضانه، ولا تبخلي عليه بساعة من اللعب ولو كان في عمر الأشهر، بل يجب عليك مراقبته والانتباه إلى أيّ مؤشرٍ قد يدلّك على تأخرٍ ما. مراقبة السمع والنظر والنطق والتفاعل الحركيّ مع المؤثرات، فكلما كان الطفل صغيرًا كلما كان تدارك الأمر أسهل والعلاج أفضل. وإن شعرت الأمُّ بأنَّ طفلها ليس على ما يرام، بإمكانها اللجوء إلى أختصاصي تربية مختصة لأخذ النصائح والعلاج لتلافي المضاعفات والسيطرة على الصعوبات وتذليلها والتغلب عليها مبكرًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى