مقابلات

لعبة الرمال المتحركة

كتبت ريمي مارون

 أصبحنا في لبنان نعيش وكأننا  دارا للأزياء اثناء عرض موسمه، فخلف الكواليس الوضع يكون بين الهرج والمرج.

والفرق بين لبنان ودار الأزياء هو ان الآخير لديه وقت للعرض وينتهي بينما نحن  لا ولم  ينتهي بنا هذا التارجح  فقد مرت علينا الكثير من العروض ولم ننتهي  فما زلنا نعاني من الكهرباء والماء والتعليم والطبابة…

عشنا حيانتنا ونحن بين الخارج والداخل  نتارجح على القروض من الخارج وتراجع للاقتصاد من الداخل حتى وصلنا على ما نحن عليه اليوم من نمو اقتصادي تحت الصفر

 هل سيبقى لبنان في قلب تلك الرمال المتحركة ؟ الم يحن الوقت لان نرسو على بر الأمان؟ الى متى كل هذا التجويع والتلاعب بالدولار وضرب العملة سيستمر؟ واي جهة مستفيدة من تحريك الشارع

عمرنا ضاع وفرحنا هاجر إلى غير رجعة حتى الدمعة لم تعد باستطاعتها ان تنزل خوفا من ان تدفع ما لم تستطع جيوبنا ان تدفعه من حليب اصلا وجوده خجول َاذا كان من الفئة المدعومة، او الرز او الزيت، ام دواءا  اصبح اصلا بأغلبه مفقودا، اما أنفسنا التي ضاق بها الضجر من المرض الذي قتك بنا وارهقنا خوفا وقلقا على من نحب واجبرنا بالبقاء في منزلنا وعزلنا حتى عن رؤية اهلنا، فاذا ارادنا الخروج نقف حائرين متسائلين كم من الوقت سنقف مزلولين في طوابير المحطات البنزين.

فطوابير الخبز التي لها الدور الاكبر في هذا العرض فالذل بات رفيق المواطن المهدد في قوته اليومي.

أملنا بات دون أكسجين…

الم تكتفو بعد…

الم يهز عروشكم  الذل الذي نعيشه كل يوم يا من  يبست في قلبة الرحمة والرأفة  الم يحرك ما في داخلكم دمعة اب لم يعد قادر على شراء اي شيء لعائلتيه.

اين انتم!!

طبعا ان العرض لم ينتهي. فانتم تعيشون على كوكب اخر بحيث انكم  لا تسمعون كل العنين بل ترقصون على انغام طبول ازلامكم وطبطة الحان كلماتهم وما يتفوهون به عن أعظم انجزاتكم.

وبالطبع لم تكتفو بعد فان الرمال المتحركة هي لعبة مربحة لجيوبكم التي افتقدها اطفالنا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى