مقابلات

السّياحة في لبنان متنوّعة… لكن كيف إذا كانت جوّاً؟

حنان لوباني

  “كأَنما وطنٌ خيالـيٌّ هو، مُعلَّقٌ بين أَرضٍ وسماء، جُذورُهُ من فَجر العصور، مَوقعُهُ جاذبُ حضارات، وآثارُه شواهدُ منذ الفينيقيين آباءِ الأَبجدية…هذا هو لبنان”. بفضل موقعه على تقاطع الطرق بين آسيا، أوروبا، وأفريقيا، تشكّل لبنان من خلال مختلف الحضارات وعلى مرّ العصور. كثير من السّائحين الاجانب يزورون لبنان في مواسمه الأربعة من خلال زيارة المواقع الأثرية والمناطق السياحية فيه والقيام بجولات بحريّة وبريّة…ولكن كيف إذا كانت السياحة جوّاً؟

     إذ يقدّم الطيران اللّبنانيّ فرصة لرؤية لبنان من الجوّ والتّحليق فوق مختلف المناطق من خلال الركوب في طائرة صغيرة للقيام بجولات جويّة بدءاً من البحر الابيض المتوسّط وصولاً الى فوق المناطق اللبنانية المختلفة.

      بدايةً، موضوع السياحة الجوية فوق لبنان سيصبح لأي أحد أن يحلّق في الطّائرة الذي يساهم في تنشيط السياحة الجوية والداخلية، للإضاءة على بلدنا لبنان الحضاري للعالم أجمع. كما أنّ التجربة يمكن أي يخوضها من شخص إلى ثلاثة أشخاص في الطّائرة نفسها والاستمتاع سويّاً.

    ولمعرفة التّفاصيل أكثراً، قمنا بمقابلة كابتن الطّيران أحمد مزهر للتّحدّث عن الموضوع وعن حياته ككابتن طيران في لبنان، حيث أخذنا بجولة فوق الأراضي اللّبنانيّة للاستمتاع برؤية جمال بلدنا جوّاً، وبما أنّه الطيّار الأول الذي يقدم هذه التجربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي…استطاع حصد الكثير من المتابعين والمعجبين على مختلف التّطبيقات.

وفيما يخصّ حياة الكابتن، قمنا بمقابلته وطرح بعض الأسئلة عليه، كانت على الشكل التّالي:

حدثنا قليلاً عن بدايتك في مجال التّحليق:

لقد قمت بدراسة الهندسة في بلد السّويد، ومن ثمّ أتيت إلى لبنان واستقرّيت، وبدأت العمل في الطّيران اللّبنانيّ الذّي استطعت أن أبدع في مجاله. وكلّ طائرة تختلف عن أخرى، حيث التّحليق بالطّائرة الصّغيرة يكون أصعب من الكبيرة فيكون الهبوط يدوي، ويجب على الكابتن أن يقود الطّائرة بنفسه حيث يكون التحكّم في النّزول تلقائيّ ما يصعّب هذه العمليّة.

حدثنا قليلاً عن التحليق الجوّي الداخلي:

السياحة الجوية الداخلية في لبنان لم تأخذ حقّها منذ القدم، لأنها باهظة الثّمن. لذا، قمنا بالإضاءة عليها بكامل قوتنا المادية والمعنوية ليستطيع كل لبناني برؤية مال بلده من الأعلى، وهذه التجربة لاقت بالترحيب والمساعدة والتشجيع من مديرية الطيران المدني التي يترأسها المهندس فادي الحسن ومدير مصلحة السلامة في التكليف المهندس رامي فواز وكل الأجهزة الأمنية التّي نريد أن نشكرها على عملها وجهودها.

ماذا تريد القول لكلّ شخص يخاف من الركوب في الطّائرة من خلال تجربتك في مجال التّحليق؟

بالنّسبة لي، الطيران ليس مخيفاً، إذا كنت أتمتّع بالخبرة وأحبها، لن أخاف بل سأعطي أكثر ما لديّ من طاقة والتّحليق بسعادة حيث سأعود إلى أولادي وزوجتي الذّين دائماً يساندونني. بالإضافة الى أن هذا المجال يكون صعباً في حال وجود عائلة في حياة الكابتن، إذ يأخذ الكثير من الوقت وأغيب عن المنزل لأوقات كثيرة ولكن هذا عملي وزوجتي تقبّلت طبيعة عملي وأوجّه لها التحيّة والتقدير.

أمّا بالنسبة للشّخص، إن أحب الطيران، سيبدع وتصبح شغفاً في دمه… وأنا أجمل هواية لديّ هي التّحليق…”وإذا مرّ يوم ولم أحلّق به، لا أحسبه يوماً من عمري”.

تطبيق التّيكتوك هو من التطبيقات المفضّلة لديك، حيث رأينا أنّ جميع الفيديوهات مع المشاهير وعن مغامراتك ككابتن. كيف كانت بدايتك مع هذا التّطبيق؟

كانت البداية مزحة مع زميلي الكابتن وسام حمدان، ولأنني كنت على طبيعتي بكل الفيديوهات التي جذبت المتابعين وتفاعلوا معها. إذ أن عالم التيكتوك لا يحبّ التصنع ويجب على الشخص أن يكون طبيعيّا ويقدم محتوى يهم الجمهور.

كيف كان تفاعل المتابعين؟

ارتفع عدد المتابعين في شهر ونصف إلى 98.5 ألف متابع وهذا عدد كبير في فترة قصيرة، والجميع يتفاعل مع الفيديوهات حيث أنني أعيد التعليق على كلّ تعليقات المعجبين.

    وفي جولة لمدّة نصف ساعة، قمنا بها مع الكابتن أحمد مزهر، كانت مليئة بالحيوية والفرح حيث بدأت رحلتنا من مطار رفيق الحريري الدولي، مروراً بعين المريسة، ثمّ فوق جونية للتمتّع بمناظر الجبال الخلابة المغطّاة بالثّلوج والقرى اللبنانية على أعالي الجبال وصولاً الى شكّا، لنعود أدراجنا فوق البحر المتوسّط لامع اللّون مع مياهه الزرقاء الصّافية…لتنخفض بنا الطّائرة فوق سطوح بيوت بيروت أمّ الدّنيا، وصولاً الى المطار.

  هذه التّجربة فريدة من نوعها، سمحت لنا برؤية لبناننا الحبيب جوّاً الذّي مهما مرت عليه ظروف قاسية سوف يبقى صامداً مع شعبه الأبيّ، حاملاً كلّ ما تركه أجدادنا لنعمّر سويّاً مستقبله بأيدينا وعلى سبيل الكلام “الحكي مش مثل الشّوفة”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى