مقابلات

الحياة الباردة

كتبت ريمي مارون

عندما نتحدث عن البرودة نستطيع أن نشعر بها،هكذا هي حياتنا اليوم أصبحت كثيرة البرودة والجفاف ،  فشنت عليها حرباً باردة افقدتها كل طاقاتها ، فتجمدت آمالنا وطقاتنا وحتى أحلامنا صرفت بسعر عملتنا ولم يعد لها قيمة.

كيف نحلم بوطن متكسر الأجنحة، بلد أصبح عقيم الأمل والفرح فلم يعد باستطاعته الإنجاب لأنهم استئصلوا منه رحمه فنزفت عاصمته دماً على شهدائها دون أي محاسبة حتى هذا اليوم.

كيف نشعر بفرحة العيد؟ كيف نتزين بجوهرة جباله المرصعة بالثلوج البيضاء التي تفترش قممه وكأنها عروس حلمت بأن تلبس فستانها الأبيض بيوم زفافها. مع اننا وللأسف نعلم جيدا بأنه لم يعد لعامة الشعب مقدرة بأن يتزوجوا اصلا!!! لماذا؟ لان سارقو البلد سرقوا أحلامنا، وثمن بطقات العرس والمنزل والعفش…

وتمتعوا بهم بافراح أولادهم الفخمة وانفقوا تعويضاتنا ومدخراتنا على ملذاتهم وسفراتهم الخاصة .

كيف سنطفئ شمعة العيد، وصاحب العيد لم يعد هنا.

كيف سنعمل لبناء الوطن، والوطن سرق منا.

كيف نداوي جرحه وهناك فئة كبيرة من أطباءه هاجروا.

إننا نشعر ببرودة أنفاسك يا وطني، فشمسك غابت!

اننا نناديك يا وطني لبى لنا النداء.

 أين أنت يا شمسُ، فهناك من يموت برداً، ترأفي بهم  لم يعد بمقدورهم تحمل برودة قلوب حكامنا، فبقساوتهم حرقوا قلب أمٍ موجوعة ، و زوجٍ مفجوع، وزوجة ترملت او فقدت أحد أبناءها، وحتى الأطفال لم يسلموا منكم فقط اخرستم ضحكاتهم، فزرعتم الخوف في عيونهم، وحرمتوهم ملذات الحياة.

استفق من نومك العميق يا شعبي فقد سرقوا منك كل شيء، وانت مازلت تدافع عن زعيمك. حرمت من كلّ الضماناتك الإنسانيّة والاجتماعية وحتى الدستورية.

 سرقو منك لقمة عيشك وتعمدوا إلى إقفال فمك  بكمامة وكتمو صوتك بكرتونة الذل.  نهبوا رزقك و قمعوا حريتك. فماذا تنتظر! وابسط حقوقك انتزعت منك.

قم وحاسب من اوصلنا إلى الظلام. حاسب الفاسدين. انفض عنك غبار الكسل وواجهم.

وجه النداء الى دولتنا الغائبة، أرسل لها دعوة للانضمام إلى أبناء الوطن . و بلغها بأنها الدولة الأولى في العالم والرائدة في صناعة الازمات المتعاقبة والمتلاحقة، فهي لا ترتد في ردم  حق المواطن.

فاليوم نحن اصبحنا شعبٌ مهدور الحقوق ومسلوب العيش ومهان في الكرامة .

 ومع كل هذا نحن  لا نأبه، لا بل اننا نستمر في المناكفات.

نحن أيضًا نتفوق على كلّ الشّعوب ونستحق المرتبة الأولى وبجدارة عن فئة اكثر شعب مستهتر ومستهزء ومتلاش عن المطالبة  بادنى حقوقه من كهرباء واتصالات والتعليم والطبابة وغيرها..

وطننا مهجور الأمن والأمان، لا يوجد فيه استقرار سياسي ولا اقتصادي، انتشرت فيه البطالة، فإلى متى سنستمر في هذا الواقع المهان.

شابت ايامك ياوطني وبردت اطرافك فقد جعلوا منك كهلٌ عاجز.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى